كنت أود لو أنني أختم “أسبوع الأزهار” في زراعة نت بالحديث عن المسك، لكنه ليس من الأزهار! أما الياسمين فهو كذلك. عدا أن رائحته جميلة، الياسمين من الأزهار الجريئة، نعم أو هكذا على الأقل أراها. أفلت لها الحبل، و ستراها تجتاز – تتسلق – كل ما يعترض طريقها بإصرار و تحدي. و مع ذلك توصف شخصيتها بالبسيطة، إذ أنها تتأقلم بسرعة داخل أو خارج المنزل، و تجذب الفراش، و لا يوجد حساسيات بينها و بين أي نوع من التربة. أليس ذلك جميلا؟
جاءت تسمية زهرة الفل بإسم Arabian Jasmine بسبب إشتهار العالم العربي لمدة قرون بزراعتها. لاحظ أن الفل و الياسمين ينتميان لنفس العائلة النباتية.
يصنّف الياسمين ضمن الشجيرات (shrubs) و النباتات المعرشة (vines). تستطيع أن تشذّبه (تقلّمه) فتجعله شجيرة صغيرة، أو أن تتركه ينمو و يتسلق كالعريشة فوق سياج حديدي مثلا. و تعود تسميته بالأصل إلى اللغتين العربية و الفارسية، و تعني “هبة من الله”. كما و أن للزهرة أبعادا ثقافية حضارية، فمدينة دمشق مثلا تُدعى “مدينة الياسمين”، و دولة باكستان تعتبر الياسمين “الزهرة الوطنية”.
السيرة الذاتية للياسمين:
1- العائلة: العائلة الزيتونية (Oleaceae)
2- الإسم العلمي: Jasminum
3- إسمه بالإنكليزية: Jasmine
الوصف و البلد: يتوفر الياسمين بأصناف عديدة تصل إلى 200 صنف. الأبيض لونه الأساسي، لكن منه ما هو أصفر (Jasminum humile). تُزهر معظم الأصناف في الربيع أو الصيف لكن منها صنف J. nudiflorum يُزهر – بعكس التيار – في الشتاء. للياسمين رائحة فواحة قوية جدا، و هذا يجعله محط أنظار العديد من هواة الزراعة. و تُستغل أيضا هذه الميزة فيه تجاريا لصنع العطور. أما طول النبتة فيمكن أن يصل لحدود 5 أمتار إذا لم تشجذّب. للنبتة أوراق خضراء قاتمة. يتواجد الياسمين في الأماكن الإستوائية و المعتدلة الحرارة من الكرة الأرضية، و بخاصة في العالم العربي.
كيفية الزرع
إن جميع أصناف الياسمين تفضل النمو في مكان مشمس، لكنها تتحمل وجود شيىء من الظل. هذا ينطبق على الشتلات المزروعة في الحديقة، أما داخل المنزل، حيث يُلجأ إلى الزراعة في الأوعية (الأصص)، فلا بد أن تصل الشتلات أشعة الشمس أو الضوء الإصطناعي لمدة طويلة، على أن لا تقل هذه المدة عن أربع ساعات في الشتاء. الخريف هو التوقيت المناسب لزرع الياسمين في الحديقة. تُزرع الشتلات على مسافة مترين و نصف عن بعضها البعض.
التكاثر: يتكاثر الياسمين بواسطة القصاصات، و هي أجزاء من النبتة يتم فصلها مع جزء من الجذر عن النبتة الأم، لتُزرع في مكان جديد و مُستقل.
أولا لزرع الياسمين كعريشة أو كغطاء للسياج، ما عليك سوى تقليم فروعه بإستمرار و جعله يمتد فوق تعريشة. بإمكانك أن تربط ساقه برفق حول قضيب من خشب لكي تسهّل له عملية التسلق دون إعوجاج (تماما كما يُفعل بشتلات العنب). لاحظ أن الياسمين لا يلتصق بالجدران على غرار بعض نباتات الزينة المعرّشة، بل ستحتاج لتوفير له ما يتعلّق عليه حين تسلّقه – ما رأيك بالسياج الحديدي؟ من جهة أخرى، يفضل بعض الناس أن يجعلوا الياسمين يتمدد فوق التراب، دون أن يتسلق أماكن عالية. في هذه الحالة، تُقصّ جميع الفروع المتجهة نحو الأعلى بشكل مستمر.
ثانيا، لزرع الياسمين، كشجيرة صغيرة، عليك بتقليمه كما تقلّم أي شجرة، فتمنعه من الإمتداد بشكل عشوائي.
خدمة المحصول – ما بعد الزرع
أنت تتعامل مع نبات قنوع. لا يحتاج الياسمين إلى الكثير من العناية. قم بإضافة السماد له مرة في الربيع من كل سنة. إن كنت تزرعه في الوعاء، فسيتطلب منك أن تسمّده كل أسبوعين أو كل شهر. تمهيد التراب أمر أساسي في زراعة أي نبات، لذلك فافرش قليلا من القش وأوراق الأشجار فوق التراب أو المساحة التي تزرع الأزهار فيها لكي تحافظ على رطوبة التربة لمدة أطول. أما بخصوص الري فالأمر لن يحتاج منك سوى المحافظة على رطوبة التربة بشكل مستمر. أخيرا، أبعد شتلة الياسمين عن الأماكن التي يشتد فيها الهواء، لذلك فاختر لها المكان المناسب للزرع من الأساس.
إستخدامات الياسمين
بعيدا عن عالم العطور، يستخدم كلا من الياسمين و الفُل (Jasminum sambac) في بلدان كثيرة، أهمها الصين، في صنع الشاي، حيث تُضاف أزهاره إلى إبريق من مقال الشاي الأسود أو الأخضر. سيصعب عليّ الإتصال بالصينيّين لمعرفة طعم هذا الشراب! لذا لعل أحدكم يجرّب الخلطة و يخبرنا بالنتائج.
أما الطريقة فهي كالتالي: أضف ما يعادل أوراق 3 أزهار من الياسمين إلى إبريق من الشاي قد إنتهيت من تحضيره للتو. دع الأوراق منقوعة في الإبريق لدقيقتين أو ثلاث، ثم إستخرجها منه لكي لا يصبح طعم الشاي مرّا. لهذا الشاي فوائد عديدة، إذ يساعد في تخفيض ضغط الدم و نسبة الكولستيرول في الدم، و يقوّي المناعة في الجسم و يكافح الزكام و الرشح و يحمي اللثة و يمنع إمكانية حدوث جلطة في الدم.