الأسقف الخضراء

نصاب بالعجب كثيراً عندما نسمع عن الاسقف الخضراء و المباني الخضراء وقد نتسائل لماذا يزرعون أسطح المباني؟ ويصيبنا الرعب من فكرة تواجد أشجار و نباتات ومياه بصفة دائمة فوق رؤسنا وتأثير ذلك على المنازل. إنها مخاطرة لا نستطيع استيعابها خاصة وأنه قد زرع فى داخلنا الخوف من تسرب المياه من أسقف منازلنا رغم التقنيات الحديثة التى توفر عازلاً كاملاً للمياه. لذلك غابت هذه الاسقف عن بلداننا العربية و ندر من يتحدث عنها فى عالمنا العربي الا من بضع محاولات خجولة لأصدقاء البيئة هنا و هناك.

يزداد تعجبنا أكثر عندما نعرف أن هذه الاسقف الخضراء ليست اختراع لأهل الغرب و ليس بشئ جديد أحدثته الرؤية البيئية المتنامية فى هذا القرن ولكن البابليون في العراق نفذوا ذلك قبل اكثر من 1400 عام. ألم تسمع بحدائق بابل المعلقة والتي هي عبارة عن قصر ضخم مزروع سطحه بالنباتات والاشجار والازهار من كل الاشكال و الانواع كان يُروى من نهر دجلة بنظام ميكانيكي آية فى الغرابة و الدقة. حدائق بابل المعلقة و التي هي من عجائب العالم القديم تتواضع أمامها كثيراً الأسقف الخضراء فى هذا الزمان الذي هو عبارة عن نباتات عشبية و عصارية وبعض الشجيرات تزرع فى تربة خفيفة فى أسطح المباني مع وجود نظام ري وصرف جيد مع وجود طبقة عازلة أسفلها لحماية السقف.

للأسقف الخضراء فوائد عديدة فهى تعمل على تنظيم حرارة المبنى فتقوم بتدفئته خلال الشتاء و تبريده خلال الصيف كما تساهم فى تقليل مياه الامطار المتسربة الى الأرض، ذلك لأنها تعمل كإسفنجة ماصة للمياه و في الوقتنفسه تستفيد النباتات من هذه المياه. كما تقوم الأسقف الخضراء على تقليل التلوث حيث تعمل كفلتر لتنقية الهواء و من فوائد الأسقف قيامها  بدور هام فى تقليل الضوضاء و التى هي من مشاكل العصر الحديث خاصة فى المدن. كما لا ننسى أن للأسقف الخضراء فوائد اقتصادية عديدة فهى تزيد من عمر المباني حيث تعمل كعازل حراري بحجبها أشعة الشمس عن أسطح المبانى كما تقلل من تكاليف تكييف الهواء خلال الصيف و التدفئة خلال الشتاء.

* محمد عبد السلام عبد المطلب، مهندس زراعي مقيم في قطر. محرر مدونة نافذة.

# شارك هذ المقال #