يشهد العالم ثورة للتقليل من استخدام الاكياس البلاستكية وذلك لضررها البالغ بالبيئة وعدم امكانية تحللها الا بعد فترة طويلة جداً قد تصل الى 500 عام. هذا ما يتداول حالياً فى الاعلام لكن أن تصبح هذه الاكياس البلاستيكية آفة زراعية فهذا هو الجديد.
فى ولاية الجزيرة بالسودان وهى ولاية زراعية بامتياز، أصدرت السلطات المحلية منذ أكثر من عامين قانوناً نادراً يمنع تصنيع وتداول الاكياس البلاستيكية بالولاية. قد تستغرب لذلك كثيراً. هل يعقل هذا؟ ولاية فى ريف السودان تقوم بهذه الخطوة المتقدمة ومنذ فترة !! ولكن قد تستغرب أكثر لو علمت أن هذا القانون تم اصداره ليس بناءاً على طلب من جمعيات المحافظة على البيئة والتى هى ترف لا يتحمله هذا المجتمع و ليست فكرة أحد المسئولين ولا استجابة لرؤية منظمة دولية … لكن القانون تم اصداره بضغط مباشر من المزارعين المحليين و مربيي الماشية نتيجة للخسائر الكبيرة الناتجة من الاضرار الناشئة من تناثر الاكياس البلاستيكية فى المزارع و الحقول.
يشتكى المزارعون من أن هذه الاكياس – والتى فى معظمها أكياس سوداء أو ملونة- تلتصق بسيقان وأوراق المحاصيل و تمنع اشعة الشمس من الوصول اليها وبالتالى تتسبب فى موت جزء من المحصول، هذا بالاضافة الى أن هذه الاكياس تطمر فى التربة بعد الحصاد و تتسبب فى نشوء بقع ميته عند اعادة الزراعة فى الموسم التالى وذلك نتيجة لموت البادرات بسبب حجز الاكياس للمياه حولها ومنعها من دخول الهواء بالاضافة الى تسببها بتكوين ملاجئ للأفات.
بينما يشتكى مربو الماشية من أن ابتلاع ماشيتهم لهذه الاكياس يتسبب فى مشاكل معوية مختلفة وقد تؤدى أحياناً الى موت الحيوان ولكن من المؤكد أنها تؤدى فى معظمها الى انخفاض فى انتاج القطيع من الالبان واللحوم وتدنى جودة اللحوم نتيجة لضعف الحيوانات وذلك لتراكم جزء من هذه الاكياس فى الجهاز الهضمى للحيوان وتقليلها لحجمه.
بينما يشتكى الكل من التلوث البصرى الناتج من تطاير ملايين الاكياس البلاستيكية المتطايرة وتناثرها فى القرى والحضر وتشابك بعضها فى اشواك الشجيرات التى تحدد المزارع والاسلاك الشائكه وغطى بعضها سهولاً كاملة مليئة بالاشجار والشجيرات .. ثلوث بيئي وبصرى لا مثيل له.
مصدر الصورة: greencrawler.com